شــتاء الدهشـة

يجيئني وقتك خلسة ,أتحسس بالجمر أصابعك المغروسة في خاصرة وجعي . أتلهف للقياك حين يتمرد الشتاء على صمتي القلق , فأنهمر مع كل قطرة صرخة تسترحم ذاتها .

ما زالت السماء تضخ سيول الحزن في روحي , لأمشي عكس الكائنات في فصول الرغبة , يزيدني عطاؤك قحطاً , ويغمرني دفؤك بذات اليتم المعتاد .

ترتجف أصابع الوحدة في آبار نسياني العميقة , يرسمني المطر لوحة جليدية تنضح بالقسوة , تعلو على هامتي بهارج الأنثى الوهم , لتسلب كوانين الهوى آخر ما تبقى مني .

مجسّات الأمل تلاحق ذاتي المتدحرجة على أرصفة الدهشة , تبحث عن أمانة تعتّقت في عنقي , تستهلك الشهوات الفيروزية المنفلتة نحو الصباح , وتتوهج بتورّد الأقنعة من جديد .

ما بال السماء ! …

لا تغادر جرحاً إلّا وتفقؤه , ولا تغادر احتراقاً إلّا وتستزيده اضطراباً . تلك التي تتلو رماديتها وشاح سكينة , تتآمر مع روحكَ عليّ , تستسقي من دمعي ينابيع عطش تفجرها على المارين بجرحي .

وكأنها أنتَ ….

يا للسماء كم تشبهك ! …

تنتهك جوع من ينتظرها هطولاً , تذهله بعطائها الماجن حين لا وقت , وتخذله في مواعيد البرد والأمل , تحرّق أطراف أنامله بتلذذٍ غامر , وتصهل بالرعد مباركة انتصارها المتجدد .

يا للصخب حين يغادر بلادك , ويرتع في الأرض بركان غِوى , يتسطّر على كفوف الغيث , فيحمله صوتكَ المجرم إلى أقاصي الحلم , ليمسي الفؤاد بلا حلم دونك .

ويصفرُ غناء الوقت , يجهش عمري بالبكاء أرجواناً تفطّر رغبة , يعيد الغيث تلاوة روحي , يجدد الأنثى ويصهرها ثم يشهق بها ويزفرها طريحة سماء ما رأفت بأنثى الحلم .

2 thoughts on “شــتاء الدهشـة

  1. أنا بالعاده أسعد حتى الأرتباك عندما تباغتني حروف كهذه
    عندها فقط أشعر أن مايسري بروحي هو ذلك الحبر المعتق بأنثى حلم
    يضخ في وجداني كثبان من حب وثقافة من حزن
    لا يسعني أمام عبق هذا العطر إلا أن أغرق فيه بسعاده
    شكرا لك أبدا

أضف تعليق